http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews

الثلاثاء، 31 مايو 2011

الثورة والإنهيار الإقتصادى

الكثير من التحذيرات يطلقها المجلس العسكرى والحكومة،، الكثير من صيحات التهديد بإنهيار الإقتصاد المصرى فى غضون أشهر قليله،، عليكم أن تكفوا أيها المصريين، وتباشروا أعمالكم،، عليكم بإعادة عجلة الإنتاج إلى مسارها الصحيح ( على إفتراض أن لفظ إعادة يفيد أنها كانت على المسار الصحيح من قبل )!!
حسنا علينا أن نكف كمصريين،،،، ولكن نكف عن ماذا تحديدا؟! عن المظاهرات الفئوية التى كادت تختفى بالفعل؟ أم عن مليونيات الجمعة التى تقام فى يوم العطلة؟ أم عن ماذا؟
كنت فى نقاش مع عدد من معارفى ( المصريين ) العاملين بمجال الغزل والنسيج ( بوصفه أحد تروس عجلة الإنتاج ) سألتهم عن حال المصانع الأهلية، وهل هى متوقفة عن العمل بسبب المظاهرات الفئوية والإضرابات كما نسمع، فكانت الإجابات على عكس ذلك تماما، المصانع تعمل، وهناك بالفعل عدد غير قليل متوقف عن العمل ولكن لأسباب بعيدة كل البعد عن ما يذاع، فمنها من هو متوقف لتراكم ديونة نتيجة فوائد القروض وتعثره فى سدادها، ومنها من هو متوقف لعدم وجود المواد الخام ( القطن ) حيث أنتجت مصر منه ما يقرب من 35 % فقط من إنتاجها المعتاد، ومنهم من يعمل بأقل من نصف طاقته لإضطراره لبيع عدد من ماكيناته لتوفير سيولة نقدية لشراء المواد الخام التى إرتفعت أسعارها، ولسداد جزء من ديونه،،، والمحصلة أن كل تلك الأسباب ترجع إلى ما قبل الثورة وقبل المظاهرات الفئوية، ومن يبحث يجد أن مسئولية حل تلك المشاكل يقع على عاتق الحكومة التى تتهرب من مواجهة الأمر وتلصقه بما يسمى الثورة المضادة والمظاهرات الفئوية.
إلتقيت بعدد من العاملين فى مجال إنتاج وتوزيع المنتجات الغذائية ( شركات كبرى ) وحين طرحت نفس السؤال كانت الإجابات كالآتى:
- إرتفاع أسعار المواد الخام، بسبب أن الإستيراد أصبح يتطلب تغطية قيمة خطابات الإعتماد بالكامل ( قرارات حكومية تتعلق بالسياسات البنكية).
- تكبد خسائر مالية كبيرة نتيجة تعرض سيارات الشركات للسطو المسلح والسرقة وكذلك المخازن، وطبعا الشرطة ( خارج نطاق الخدمة ) 
- إنخفاض القوة البيعية نتيجة تخفيض عدد ساعات السوق حيث أن المواطنين أصبحوا يأوون مبكرا إلى بيوتهم خشية التعرض لأعمال السرقة أو البلطجة.

المحصلة أن أسباب تراجع هذا القطاع كانت أسباب ناشئة بعد الثورة ولكنها ليست نتيجة مظاهرات فئوية وخلافه،، وإنما نتيجة قصور النظام المالى الحكومى، وإنهيار الوضع الأمنى ( الحكومى أيضا ) .
المفاجأة كانت أن هذا القطاع يحقق أفضل مبيعاته فى أيام المليونيات والمظاهرات الكبيرة، كما نرى الصورة فى ميدان التحرير والميادين الأخرى، فالأمر أشبه بالكرنفال وتنشط فيه مبيعات المواد الغذائية الخفيفة والمشروبات وما إلى ذلك.

نرجوا وضع الأمور كل فى نصابه، ومواجهة المشكلات بدلا من الهروب منها، فمن أجل ذلك قامت الثورة،، ونهيب بالإعلام عدم الإنسياق وراء كل شعار والتهليل له ( عمال على بطال ) بدون تحليل أو دراسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق