http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews

السبت، 20 أغسطس 2011

ياللا نحرق العلم





ياللا نحرق العلم ،، سهله جدا ، ياللا بينا ،، عود كبريت وعلم بإتنين جنيه ونقف نحرقه فى الشارع ،، ولكن هل لهذا الفعل من تأثير على إسرائيل،، بالطبع هم يشاهدون هذا العرض مئات المرات يوميا فى مختلف بقاع العالم، ويؤخذ على محمل السخرية أحيانا، وعلى محمل ما يسمونه ( معاداة السامية ) فى أحيان اخرى ، على حسب الهدف من التعبير والمكاسب السياسية التى يراد تحقيقها من الحدث.
ليس معنى كلامى ألا نحرق العلم، لا فلنحرقه، ولكن لا يمكن إعتبار ذلك نصرا فى حد ذاته، ولا يجب أن يعدو كونه وسيله شعبية من وسائل التعبير عن السخط، وإن كان لى تحفظ على الوسيله حيث أنها لا تصلح لشعب مصر مفجر ثورة يناير، بكل ما أبداه من تحضر ومثالية وثقافة فى ميدان التحرير طوال أيام الثوره، أزعم أن هذا الأسلوب بالكاد يليق بما يسمى المنظمات غير الرسمية ( غير المعترف بها دوليا ) أو التجمعات البشرية التى لا تمتك إطار دوله بالمعنى القانونى الدولى، أما المصريين بوصفهم أصحاب دوله، وليست دوله عادية بل من أقدم وأعرق الدول، فأرى أن التظاهر ضد إسرائيل لا يجب أن يكون بمثل هذه السطحية، إحراق علم أو إنزاله أو محاصرة السفارة بشكل بربرى قد يجلب من المشاكل والخسائر أكثر بكثير مما قد ينتج عنه من فوائد.
يجب التعبير عن الرفض الشعبى للتصرفات الإسرائيلية ، وأكرر رفض التصرفات ، وليس رفض دولة إسرائيل ( بوصفها واقع قانونى وسياسى قائم حتى الآن ) وليكن هذا عن طريق بعض اللافتات المعبرة التى توضح الرفض القاطع لتلك السلوكيات، والتنديد بها، ومطالبة النظام الحاكم بالدولة بإجراءات معينة لرد الإعتبار ،و ذلك من خلال وقفات صامته راقية تتحدث فيها اللافتات لا الأشخاص، لسد الطريق على أى شكل من أشكال التجاوز أو العنف، وعلى أن تكون الطلبات واعية وواقعية وقانونية وليست من قبيل: طرد السفير ورمى إسرائيل فى البحر وما إلى ذلك من خرافات، حيث أن إسرائيل تستغل مثل تلك الترهات أحسن إستغلال وتحقق من وراءه المكاسب السياسية والإستراتيجية المكسب تلو الآخر، فنكون كالدبة التى قتلت نفسها ( وليس صاحبها ).
أما عن الأخوة ذوى الشجاعة غير المسبوقة ، دعاة الحرب على إسرائيل صبيحة الغد، فعليهم أن يقرأوا التاريخ ، وخاصة تاريخ حروب مصر وإسرائيل ، ففى 1956 كان ما كان نتيجة التسرع فى المعاداة بدون إستعداد ، وفى 1967 كانت الكارثة أسوأ وكان ذلك أيضا بسبب عدم الإستعداد فضلا عن إنعدام الشفافية والإغترار بإمكانيات 
( وحلفاء ) غير موجودين،، وحتى فى 1973، والتى دام الإستعداد لها سنين عده، ولكن التجهيز لم يكن كاملا بعد، فقد سترها الله وأنجانا من كارثة محققة.
الأمور لا تؤخذ هكذا ، ليس معنى هذا أننى ضد الحرب على إسرائيل ،، بالعكس ،، فيا مرحبا بالمعارك ( على رأى أسلافنا العرب الذين لم يحصلوا منها إلا على كل هزيمة وعار ) ولكن مرحبا بالمعارك حين أكون مستعدا لها ، وحين أقرر متى أخوضها ، وكيف سأبدأها وكيف سأنهيها وماذا سأحقق من ورائها ،، ولكن هكذا ،، الحرب لمجرد الحرب ؟؟!! هذا جنون مطبق ولا يجرؤ عليه حتى أعظم الدول تسليحا على الأقل لتلافى خسائر هى فى غنىً عنها.
مصر الآن فى مرحلة نقاهه خطيره بعد ثوره شعبية جارفة، نتج عنها ( بالضرورة ) تفكيك أغلب مؤسساتها، وغرق البلاد كافة فى حالة من الفوضى العارمة، والكل يسعى حثيثا لوضعها على بداية الطريق ،، فقط بدايته ،، ثم بعد ذلك يكون المشوار طويلا،، فلا يعقل الدخول فى أية مهاترات خارجية قبل إنهاء المشوار الطويل إلى آخره، والوصول إلى دولة قوية بالمعنى الكامل، وإلا كان الأولى بنا وبتونس أن نتدخل فى ليبيا لنصرة الثوار،، ولكن وضعنا الداخلى سيئ ولا يسمح بذلك.
التعقل مطلوب، والمسألة ليست هتافات، ومواقف شفهية بطولية ،، فالهتاف والخيال شيئ، والواقع المرير والخطير شيئ آخر تماما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق